{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
[الأنعام: 155].
البركةُ تعني:
النموَّ والازدِهار، إذا حلَّت في قليلٍ كثَّرَتْه، وإذا قرَّت
في مكانٍ ظهرَ أثرُها، وفاضَ خيرُها، وعمَّ نفعُها المالَ، والولدَ،
والوقتَ، والعلمَ، والعملَ، والجوارِحَ.
جعلَ الله البركةَ في البيتِ العتيق، وطيبةَ الطيبة، والمسجدِ الأقصَى
وما حولَه، قال الله تعالى:
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ }
[آل عمران: 96].
وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( اللهم اجعَل بالمدينةِ ضِعفَي ما جعَلتَ بمكَّة مِن البركة ).
وقال تعالى:
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا }
[الإسراء: 1].
باركَ الله في أمةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فنَمَت وازدهَرَت حتى
سبَقَت كلَّ الأُمم؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( إن مِن الشَّجَر شجرةً لا يسقُطُ ورقُها، وإنها مثَلُ المُسلم، حدِّثُوني ما هي ).
قال: فوقَعَ الناسُ في شجَرِ البوادِي، ثم قالُوا: حدِّثنا ما هي يا رسول الله، قال:
( هي النَّخلَةُ ).