{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }
[ الحج: 1، 2 ]
أيها المسلمون حُجَّاج بيت الله :
حللتُم أهلاً، ووطِئتُم سهلاً، وقدِمتُم خير مقدَم. هذه مكة المُكرَّمة،
وهذه الكعبةُ المُشرَّفة، وهذا بيت الله يستقبِلُكم ويحتضِنُكم.
مكة المُكرَّمة - زادَها الله تكريمًا وتشريفًا، وتعظيمًا ومهابةً وبرًّا -،
أعظمُ مُدن الأرض مكانة، وأعلى عواصِمها شُهرة. باركَها الله، وجعلها مكانًا لبيته،
ومورِد نبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم - ومبعثه ومُتنزَّل وحيه،
وقبلة المُسلمين في مشارِق الأرض ومغارِبها
{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ }
[ الحج: 26 ].
أحبُّ البلاد إلى الله، وخيرُها عنده، اختارها لمناسِك عباده،
وجعلَ قصدَها فرضًا من فروض الإسلام. أولُ الحرمين، وثاني القبلتين،
اعتنى العلماءُ بتاريخها، وتوثيق أخبارها، وبيان أحكامها،
يُنفقُ في الوصول إليها نفيسُ الأموال، وتُقتحمُ من أجل بلوغها عظيمُ الأهوال .
معاشر المسلمين .. ضيوف الرحمن :
بتعظيم بيت الله يعظُم الدين، ويتمُّ الإسلام، وتستقيمُ الدنيا، وتُشهَدُ المنافِع .
مكة هي أم القرى جميع القرى بحواضِرها وقُراها، وكل معموراتها،
وهي أم الثقافة والتاريخ، أقسم الله بها وبأمنها،
فقال - عزَّ شأنه -:
{ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ }
[ التين: 3 ].