{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }
[فصلت: 46]
ومِن الناسِ مَن هو في رمضان مُقتَصِد، قد عمِلَ الفرائِضَ واجتنَبَ
المُحرَّمات في الجُملة، ولكن ليس له كبيرُ اجتِهادٍ ونوافِل، وقُرُبات،
وصدَقَات، ولم تسمُ همَّتُه إلى المُسارَعَة والمُسابقَة في تحصيلِ أكبر
قَدرٍ مُمكنٍ مِن الأرباحِ والمكاسِبِ في هذا الشهر الكريم،
شهر التجارة الرابِحة مع الله.
فهذا سائِرٌ إلى الله على طريقِ السلامةِ والقَصدِ، وله مِن الأجر ما نوَى،
وهو على خيرٍ ولا شك، ولكن المُوفَّق السعيدَ، والأريبَ النَّبيلَ هو
السابِقُ بالخيرات - بإذن الله -، الذي عقَلَ عن الله،
فرأَى في شهر رمضان معلمَةً كُبرى مِن معالم الإيمان والتربية
والإصلاح، فاجتهَدَ وعمِلَ وسارَعَ وسابَقَ، وقوَّمَ عاداتِه وحسَّنَها،
وزكَّى قلبَه ورُوحَه.