المؤمنُ يُحاسِبُ نفسَه ويُراقِبُها ويُقيمُها على أحسَنِ الأحوال؛ فيُحاسِبُ نفسَه
على الأفعال، فيُجاهِدُها في العباداتِ والطاعاتِ ليأتيَ بها كاملةَ الإخلاصِ،
نقيَّةً سليمةً من شوائِبِ الابتِداعِ والرياءِ، والعُجْب بالعمل،
مُبتغِيًا بعملِه وجهَ الله والدارَ الآخرة.
ويُحاسِبُ نفسَه ليُوقِعَ العملَ الصالِحَ، ويفعلَه مُوافِقًا لسُنَّة النبي –
صلى الله عليه وسلم -، مع الالتِزامِ بدوام العمل، واستِمراره بلا انقِطاع.
قال الله تعالى:
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
[العنكبوت: 69]،
وقال تعالى:
{ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
[العنكبوت: 6]،
وقال تعالى:
{ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ
الدِّينُ الْخَالِصُ }
[الزمر: 2، 3]،
وقال - عزَّ وجل -:
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[آل عمران: 31].
وعن سُفيان الثوريِّ قال:
ما عالَجتُ شيئًا أشدَّ عليَّ من نيَّتي؛ لأنها تتقلَّبُ علَيَّ .
وقال الفضلُ بن زياد: سألتُ الإمامَ أحمد عن النيَّة في العمل،
قلتُ: كيف النيَّة؟ قال:
يُعالِجُ نفسَه إذا أرادَ عملًا لا يُريد به الناس .
وعن شدَّاد بن أوسٍ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( مَن صلَّى يُرائِي فقد أشرَكَ، ومَن صامَ يُرائِي فقد أشرَكَ، ومَن تصدَّقَ
يُرائِي فقد أشرَكَ )؛