وكان نبيُّكُم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أجوَدَ النَّاس،
وكان أجوَدَ ما يكونُ في رمضان، والجُودُ ليس مقصُورًا على بَذل المال،
بل جُودٌ في كل أعمالِ الخير والبِرِّ والطاعاتِ والقُرُبات.
والخَيراتُ لا تُحصَرُ أنواعُها، ولا تُحدُّ أبوابُها؛ مِن صلواتٍ، وزكَواتٍ، وصدَقاتٍ،
وصِيامٍ، وقراءةِ قُرآن، واعتِكافٍ،
وتفقُّد ذَوِي الحاجاتِ والأرامِل والمساكِين وذوِي القُربَى ممَّن لا يسأَلُون النَّاسَ إلحافًا.
ولا تنسَوا زِيارةَ المريض، والإحسانَ إلى الجار، وطلَبَ العلمِ، والدعوةَ إلى الله،
وإغاثَةَ الملهُوف، وإنصافَ المظلُوم، وكفَّ الظالِم، ورِعايةَ الأولاد والأُسَر،
وإعمارَ المساجِد، والقِيامَ بالمسؤوليات، وأداءَ الواجِبات، وكلَّ قولٍ حسنٍ وفِعلٍ حسنٍ.
ثم تأمَّلُوا - حفِظَكُم الله - صِفاتِ المُسارِعين والسَّابِقين، يقولُ - عزَّ شأنُه -:
{ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ