إنَّ للمُسلم حُرمةً عظيمةً، قد حماها الشَّرعُ وصانَها، وتوعَّدَ مَن تعدَّى
عليها، فلا ينبغي للمُسلم أن يتطاوَلَ عليها، ولا أن يسعَى في هَتْكِها.
نظرَ عبدُ الله بن عُمر - رضي الله عنهما - يومًا إلى الكعبةِ فقال:
ما أعظمَكِ وأعظَمَ حُرمَتَكِ! ولَلمُؤمنُ أعظَمُ عند اللهِ حُرمَةً مِنكِ .
وعن أبي بَكْرةَ - رضي الله عنه - قال: خطَبَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -
يومَ النَّحر فقال: ( أتَدرُونَ أيُّ يومٍ هذا؟ )، قُلنا: اللهُ ورسولُه أعلَم،
فسَكَت حتى ظنَّنا أنَّه سيُسمِّيه بغَير اسمِه، قال: ( ألَيسَ يومَ النَّحر؟ )،
قُلنا: بَلَى، قال: ( أيُّ شَهرٍ هذا؟ )، قُلنا: اللهُ ورسولُه أعلَم، فسَكَت
حتى ظنَّنا أنَّه سيُسمِّيه بغَير اسمِه، قال: ( ألَيسَ ذو الحَجَّة؟ )، قُلنا: بَلَى،
قال: ( أيُّ بلدٍ هذا؟ )، قُلنا: اللهُ ورسولُه أعلم، فسَكَت حتى ظنَّنا أنَّه
سيُسمِّيه بغَير اسمِه، قال: ( ألَيسَت بالبَلدَة الحرام؟ )، قُلنا: بَلَى،
قال: ( فإنَّ دِماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكُم حرامٌ كحُرمةِ يَومِكم
، في شَهرِكم هذا، في بلَدِكم هذا إلأى يوم تَلقَونَ ربَّكم، ألا هل بلَّغتَ؟ )،
قالُوا: نعم، قال: ( اللهم اشهَد، فليُبلِّغِ الشاهِدُ الغائِبَ؛ فرُبَّ مُبلَّغٍ أوعَى
مِن سامِعٍ، فلا ترجِعُوا بعدِي كفَّارًا يضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ )؛
رواه البخاري.