وإنك لترى التاجر يتاجر في بضائع محرمة فيرزقه الله المال الوفير من هذه التجارة، ويظن أن الله وفَّقه في هذه التجارة لرضاه عنه، وقد يقول في داخل نفسه، لو كانت تجارتي لا ترضي الله لما وجدت التوفيق فيها، ونحو ذلك من مسوغات شيطانية، وما علم أن الله استدرجه ليزداد إثمًا ويزيده عذابًا في الآخرة.
وعلى مستوى الأمم؛ فإن الله -تعالى- قد يفتح على أمة من النعم الشيء الكثير، فإذا تنكَّبت عن شرع الله، زادها الله غنًى، وفتح لها من خزائن الأرض، فهي تزداد بُعْدًا عن الله، والله يفتح لها أبواب كل شيء؛ استدراجًا لها حتى ينزل عليها عقوبته بغتة.
قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الأنعام:42-45].