ومن أسباب هلاك الأمم أيضًا: ظهور النقص والتطفيف في الكيل والميزان، ومنع حق الله وحق عباده، ونقض العهود والمواثيق، والإعراض عن أحكام الله -تعالى- وشرعه ودِينه، فعن عبد الله بن عمر قال: "أقبَل علينا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا معشر المهاجرين: خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بها، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ"(رواه ابن ماجه).
يا مؤمنون: ومن أسباب هلاك الأمم كثرة التعامُل بالربا، وانتشار الزنا والعياذ بالله، فإن هذا ممَّا يُخرِّب البلادَ، ويُهلِك العبادَ، ويُوجِب سخطَ اللهِ -عز وجل-، دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعَن اللهُ آكِلَ الربا، ومُوكِلَه، وشاهديه وكاتبه"، وقال: "ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلُّوا بأنفسهم عقابَ الله -عز وجل-"، أو كما قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، ويا فوز المستغفرين استغفِروا اللهَ.