يا أبناء أرض الإسراء والمعراج: إنَّه يتوجب على كل بيت مسلم أن يقتني كتابًا في السيرة النبويَّة، بالإضافة للقرآن الكريم؛ ليبقى المسلمون قريبينَ من حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحافلة بالعظات والدروس؛ وذلك بتدارس سيرته وبشكل مستمر.
أيها المسلمون، أيها المرابطون، أيتها المرابطات، وكلنا مرابطون: إنَّه نبينا، قد رفع الله ذِكرَه وقَدرَه بقوله في سورة الشرح: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)[الشَّرْحِ: 4]، في الوقت نفسه فإن الله -عز وجل- رسَم له طريق الدعوة إلى الله في سورة آل عمران بقوله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)[آلِ عِمْرَانَ: 159]، نعم، هذا ما يتوجب علينا؛ أن نخاطب الناس بالقول اللِّين، دون فظاظة ولا غلظة؛ لأن الفظاظة والغلظة تؤديان إلى نفور الناس من هذا الدين العظيم، وأن المتسبب بذلك يكون آثما؛ لأنَّه لم يلتزم بسيرة المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-، حتى إن الله -عز وجل- قد طلَب من موسى وهارون -عليهما السلام- استخدامَ خطاب اللِّين مع فرعون ملك مصر، وتعرفون من فرعون، فيقول سبحانه وتعالى- في سورة طه: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)[طه: 44].