ومن أسباب انشراح الصدر أيضًا الإحسان إلى الخَلق ونفعهم، بما يُمكِن من المال والجاه، فإنَّ الكريم المحسِن أشرحُ الناسِ صدرًا وأطيبُهم نَفْسًا، والبخيلَ الذي ليس فيه إحسانٌ لأحد، أضيقُ الناس صدرًا، وأنكدُهم عيشًا.
وإن لزوم جماعة المسلمين مما يُطهِّر القلبَ من الغُلُوّ والغش؛ فإن المسلم للزومه جماعةَ المسلمينَ يُحِبّ لهم ما يُحِبّ لنفسه، ويكرَه لهم ما يكرَه لها، بخلاف مَنِ انحاز عنهم، وانشَغَل بالطعن عليهم، والذم لهم، فاتقوا الله -عباد الله-، وقَوُّوا صِلَتَكم بالله، وأحسِنُوا متابعتَكم لرسولكم -عليه الصلاة والسلام- تَسعَدُوا وتُفلِحوا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[الزُّمَرِ: 22].
اللهم اشرح صُدُورَنا، ويسِّر أمورَنا، واغفر ذنوبنا، واختم بالصالحات أعمالنا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، إنك أنت الغفور الرحيم.