جِدُّوا في العمل، واعتبِروا بما سلَف، فالفرصُ تَفُوتُ، والأجلُ موقوتٌ، والإقامةُ محدودةٌ، والأيامُ معدودةٌ، (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الْمُنَافِقُونَ: 11].
أيها الإخوةُ المسلمون: الغفلةُ رأسُ الخطايا، يقول الحسن البصريّ -رحمه الله-: "الحسنةُ نورٌ في القلب، وقوةٌ في البدن، والسيئةُ ظلمةٌ في القلب، ووهنٌ في البدن، وظلمُ المعصيةِ يُطفئ نورَ الطاعة".
ألَا فاتقوا الله -رحمكم الله- واحذروا وحاسِبوا؛ كيف بمن عرَف اللهَ فلم يؤدِّ حقَّه؟! وكيف بمَنْ يدَّعي محبةَ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلم يعمل بسُنَّته؟! وكيف بمَنْ يقرأُ القرآنَ ولم يعمل به؟ تقلَّبَ في نعم الله فلم يشكرها؟! لم يتخذ الشيطان عدوا؟! لم يعمل للجَنَّة، ولم يهرُب من النار، لم يستعدَّ للموت، اشتَغَل بعيوب الناس، وغفَل عن عيوب نفسه؟! هذا وأمثاله في غمرةٍ ساهُون، تَستدرِجُهم النعمُ، ويُطغيهم الغنى، ويُلهيهم الأملُ، استحوذ عليهم الشيطانُ فأنساهم ذكرَ الله، ولسوف يندمون إن لم يتوبوا، ولاتَ ساعة مندم.