ولا يتعارضُ الدوامُ على طاعةِ النافلةِ مع الازديادِ منها حالَ مواسمِ الخيرِ كرمضانَ وعشرِ ذي الحجةِ, واستغلالِ نشاطِ النفسِ وإقبالِها على الطاعةِ دون الإثقالِ عليها, بما يسبِّبُ لها المللَ أو المشقةَ, فذاك كان إرشادَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، كما هو حالُه, قال عمرُ -رضي اللهُ عنه-: "إن لهذه القلوبِ إقبالًا وإدبارًا, فإذا أقبلتْ فخذوها بالنوافلِ، وإذا أدبرتْ فألزموها الفرائضَ"، وقال ابنُ مسعودٍ -رضي اللهُ عنه-: "إن لهذه القلوبِ شهوةً وإقبالًا، وإنَّ لها فترةً وإدبارًا، فخذوها عند شهوتِها وإقبالِها، وذَرُوها عند فتْرتِها وإدبارِها", وقال يحيى بنُ جَعْدةَ: "كان يُقال: اعملْ وأنت مشفقٌ وَدَعِ العملَ وأنت تشتهيه، عملٌ صالحٌ قليلٌ تدومُ عليه"، وقال ابنُ عثيمينَ: "والذي ينبغي للإنسانِ أن لا يَخرُجَ من العبادةِ إلا وهو أرغبُ بها مِن دخولِه فيها؛ حتى يؤديَها على يسرٍ وسهولةٍ ونشاطٍ".