الحمدُ للهِ على فضلِه وإحسانِه، والشكرُ لهُ على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلَه إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وصحبِه ومن سارَ على نهجِه إلى يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ -أيُّها المؤمنونَ- حقَّ التَّقوى: واعلموا أن من الكنوزِ العظيمةِ والمنحِ الجليلةِ والثمراتِ العاجلةِ في الخلوةِ باللهِ ولذةِ مناجاته أيضًا ما يأتي:
مجاهدةُ النَّفسِ ومحاسبتُها على التقصيرِ والزللِ، وإعانتُها على الإخلاصِ وشُكرِ خالقِها على توفيقِه وإعانتِه، والحرصُ على التَّوبةِ والاستغفارِ, قالَ الحسنُ -رحمهُ اللهُ-: "المؤمنُ قوَّامٌ على نفسِه، يُحاسبُ نَفسهُ للهِ، وإنَّما خفَّ الحسابُ يومَ القيامةِ على قومٍ حاسبوا أنَّفسهمْ في الدنيَا، وإنَّما شقَّ الحساب يوم القيامةِ على قومٍ أخذوا هذا الأمرَ من غيرِ محاسبةٍ".
ومنها: صفاءُ القلبِ وسعادتُه وانشراحُه، وزيادةُ الإيمانِ واليقينِ، ونيلُ محبةِ ربِّ العالمينَ، قالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ، الغَنِيَّ، الخَفِيَّ"(رواه مسلم).