أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)[البقرة: 120].
فاتقوا الله -عباد الله- وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
معاشر المؤمنين الكرام: وما زلنا مع علامات الساعةِ التي ظهرت وما زالت مُستمرةً، ومن أخطرها: ظهورُ النساءِ الكاسيات العاريات، فعنِ أبي هريرَةَ قال: "مِنْ أشراطِ الساعةِ: أنْ يَظْهَرَ الشحُّ, والفُحشُ, ويؤتَمَنَ الخائِنُ, وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ, وتظْهَرَ ثِيَابٌ تَلْبَسُها نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ", وفي صحيح مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-: "صِنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر؛ يضربونَ بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عاريات، مُميلاتٌ مائلات، رؤوسُهن كأسنمة البُخت المائلة، لا يدخُلن الجنة، ولا يجدنَ ريحها، وإنَّ ريحها ليوجدُ من مسيرة كذا وكذا"، وتأمَّلوا دِقةَ الوصفِ، فقولهُ: "كاسياتٌ عاريات"؛ أي: إنَّ بعض أجسادِهن مغطى، والبعضُ الآخرُ مكشوف، فهي كاسيةٌ عارية، وذلك أشدُّ في الفتنة, وقولهُ: "مُميلاتٌ مائلات" وصفٌ دقيقٌ لمن تلبس الكعب العالي؛ فتميلُ بجسمها، وإذا مشت به مالَ إليها من في قلبه مرض، فهي على الحقيقة مائلةٌ في نفسها مُميلةٌ لغيرها, وكُلُّ هذا من علامات النبوةِ، ودلائلِ صدقهِ -صلى الله عليه وسلم-.