وزاد البعض: "وكيف يشبع المحبُّ من كلام محبوبه وهو غاية مطلوبه؟"، فالإنسانُ المستقيمُ عفيفُ النفس، صالحُ السريرة، إذا قرأ القرآن لا يَمَلُّ من قراءته، بل يُعاوِد قراءتَه مرةً تلوَ الأخرى. لماذا؟ لِمَا يجد في ذلك من متعةٍ، وراحةِ نفسٍ، واطمئنانِ قلبٍ، وقد جاء في الحديث، عن ابن مسعود، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سرَّه أن يعلم أنه يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف"(أخرجه البيهقي).
يا مؤمنون: وأي نعمة أعظم من ذلك؟! لكن مع الأسف نرى البعض لا يُقبِل على قراءته وتلاوته، وإذا قرأه قرأه بدون خشوع ولا تدبُّر، فَلْنَحْرِصْ على المداوَمة على قراءته ولو كان شيئًا قليلًا؛ فاللهم اجعل القرآنَ ربيعَ قلوبنا، ونورَ أبصارنا وبصائرنا، وجلاءَ همِّنا وذهابَ حُزننا وغمنا، ووفِّقْنا للعمل بما جاء فيه؛ أو كما قال: "التائب من الذنب كمَنْ لا ذنب له"، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، ويا فوز المستغفرين استغفِروا الله.