فقدم أعراب، فقالوا: يا أمير المؤمنين! بينا نحن في وادينا إذ أظلتنا غمامة، فسمعنا منها صوتاً: "أتاك الغوث أبا حفص، أتاك الغوث أبا حفص".
قَالَ الإمام الشَّافِعِيُّ -رحمه الله-: "أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: أن عمر بن الخطاب أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِ البوادي حَتَّى وَقَعَ المَطَرٌ، فَتَرَحَّلُوا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عُمَرُ, فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَتَرَحَّلُونَ بِظَعَائِنِهِمْ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَشْهَدُ أَنَّهَا انْحَسَرَتْ عَنْكَ، وَلَسْتَ بِابْنِ أَمَةٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَيْلَكَ! ذَلِكَ لَوْ كُنْتُ أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِي أَوْ مِنْ مَالِ الْخَطَّابِ، إِنَّمَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ-".
(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)[الشورى: 28].
أقول هذا القول, وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين فاستغفروه؛ إن ربي رحيم ودود.