فاتقوا الله -يا عباد الله-، إن العمر قصير، إياكم والصفات الشيطانية، اتصِفوا بالصفات النورانية، أوقِفوا عقاراتكم خشيةَ الضياع، فالحافظ هو الله، نحن نعيش اليوم في أشراط الساعة، ومن أشراطها أن يكون الولد غيظًا، والمطر قيظًا، وتفيض الأشرار فيضًا، وتغيض الأخيار غيضًا، ويُصدَّق الكاذبُ، ويُكذَّب الصادقُ، ويُؤتمن الخائنُ، ويُخوَّن الأمين، ويسود كلَّ قبيلة منافقوها، وكلَّ سوق فُجَّارها، وتُزخرَف المحاريبُ، وتخرب القلوب، ويكتفي الرجالُ بالرجال والنساءُ بالنساء، ويخرب عمران الدنيا، ويعمر خرابها، وتظهر الفتنة، وأكل الربا، والمعازف، وشرب الخمر، وتكثر الشرط، والغمَّازون واللمَّازون والهمَّازن، كيف أنتم يا عباد الله إذا مَرَجَ الدينُ؟ وظهرت الرغبة، واختلفت الإخوان، وحرق الإنسان، وسفكت الدماء، وظهرت الزينة؟ كيف سيكون الحال إذا فشا ولد الزنا؟ ابتعِدوا عن الشهوات والشبهات، والسهر فيما يُغضب اللهَ، لا تزال أمتي بخير ما لم يفشُ فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولدُ الزنا فيُوشك أن يعمَّهم الله -عز وجل- بعقاب.