الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ ضَعْفَ إِرَادَةِ بَعْضِ أَطْفَالِنَا مُشْكِلَةٌ كَبِيرَةٌ تَحْتَاجُ مِنَّا إِلَى عِلَاجٍ؛ حَتَّى تَقْوَى إِرَادَاتُهُمْ فَتَجْلِبُ الْخَيْرَ لَهُمْ وَلِمُجْتَمَعَاتِهِمْ؛ فَمِنْ وَسَائِلِ عِلَاجِ ضَعْفِ الْإِرَادَةِ لَدَى الْأَطْفَالِ:
اخْتِيَارُ الصُّحْبَةِ الصَّالِحَةِ مِنْ ذَوِي الْإِرَادَةِ الْقَوِيَّةِ وَالْعَزِيمَةِ؛ فَإِنَّ لِلصَّاحِبِ عَلَى صَاحِبِهِ تَأْثِيرًا كَبِيرًا، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ؛ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ).
وَلِأَصْدِقَاءِ الطِّفْلِ تَأْثِيرٌ كَبِيرٌ قَدْ يَفُوقُ تَأْثِيرَ الْوَالِدَيْنِ أَحْيَانًا؛ فَإِذَا كَانُوا أَقْوِيَاءَ الْإِرَادَةِ قَوِيَتْ إِرَادَتُهُ بِهِمْ، وَنَمَتْ بِمُصَاحَبَتِهِمْ.