وإن كانت النية غير صالحة فإنه لا يُؤْجَر المرء على أداء العمل حتى
لو كان ظاهره الصلاح، فقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بهدم
مسجد الضرار؛ حيث لم يُؤسَّس على تقوى من الله ورضوان، بل اتخذه
المنافقون ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين ومقرًّا للرصد والإعداد
لحرب المسلمين.ومعنا حديث عظيم في النيات يُنَبِّه كل غافل، ويُحذِّر
كل عالِم، ومُنْفِق، ومُجَاهِد، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ أول
الناس يُقْضَى عليه يوم القيامة رجلٌ استُشْهِدَ فأُتِيَ به فعرَّفه نِعَمه، فعرفها،
قال: ما عملتَ فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدتُ، قال: كذبتَ ولكنك
قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قِيلَ، ثم أمر به فسُحِبَ على وجهه حتى أُلقي في النار".