فينبغي على المرء أنْ يُجاهِد نفسَه على ترك الغضب؛ فإنَّ الغضبَ إذا مَلَكَ ابنَ آدمَ كان
الآمِرَ والناهِيَ له, وتأمَّل قولَه -تعالى-: (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ)
[الأعراف: 154], أي: لَمَّا سَكَنَ غضبُه، وتراجعت نفسُه، وعَرَفَ ما هو فيه؛ اشتغل
بأهمِّ الأشياء عنده، فأخذ الألواحَ التي ألقاها، وهي ألواحٌ عظيمةُ المقدار. وقال -تعالى-:
(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)[الشورى: 37], وقال -سبحانه-: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 134].
فمَنْ جاهَدَ نفسَه اندفَعَ عنه شرُّ الغَضَب.