التَثَبُّتُ وَالتَيَقُنُ وَالتَبَيُّنُ مَنْهَجُ الصَالحِينَ مِنْ كُلِّ مِلَّةٍ، وَالعَاقِلِينَ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ,
هَذَا سُلَيْمَانُ -عَلَيْهِ السَلَامُ- لَمَّا فَقَدَ الهُدهُدَ تَثَبَّتَ قَبْلَ أَنْ يُوقِعَ عَلَيْهِ العُقُوبَةَ؛
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا
شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ)[النمل: 20، 21].
العَجَلَةُ فِي نَقْلِ الأَخْبَارِ وَتَصْدِيْقِهَا مَذْمُومَةٌ عِنْدَ العُقَلَاءِ، قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ:
"إِيَّاكَ وَالعَجَلَةَ، فَإِنَّ العَرَبَ كَانَتْ تُكَنِّيهَا أُمَّ النَّدَامَةِ؛ لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَقُولُ قَبْلَ
أَنْ يَعْلَمَ، وَيُجيِبَ قَبْلَ أَنْ يَفْهَمَ، وَيَعْزِمَ قَبْلَ أَنْ يُفَكِّرَ، وَيَقْطَعَ قَبْلَ أَنْ يُقَدِّرَ، وَيَحْمَدَ
قَبْلَ أَنْ يُجَرِّبَ، وَيَذُمَّ قَبْلَ أَنْ يَخْبُرَ، وَلَنْ يَصْحَبَ هَذِهِ الصِّفَةَ أَحَدٌ إِلَّا صَحِبَ النَّدَامَةَ، وَاِعْتَزَلَ السَّلَامَةَ"