وقد كان -صلى الله عليه وسلم- خير معلم، وكانت عشرته لأهله أفضل عشرة، ومعاملته
لعموم الناس أفضل معاملة، وكان شديد العناية بتربية الأطفال وأغزرهم عليهم عطفاً وحناناً.
أيها الإخوة: نعود لإكمال حديثٍ بدأناه, وهو خَصلةٌ من خصاله الكريمة -صلى الله عليه وسلم-؛
وهي معاملته للأطفال، فقد كان يداعب الأطفال ويعطف عليهم ويلاطفهم، ومن ذلك ما رواه البخاري
وغيره: قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: "إِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-
لَيُخَالِطُنَا، وَكَانَ -صلى الله عليه وسلم- أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ -قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمًا-
، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ! مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ", وفي رواية: "وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ
رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا فَقَالَ: "مَا شَأنُهُ؟", قَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ: "يَا أَبَا
عُمَيْرٍ! مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟", وأبو عمير أخٌ لأَنسٍ من أمه أمِ سليم، ابنُ لأبي طلحة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم, والنُّغَيْرُ: