وَمَا إِنْ تُلْقِي الْقُبُورُ مَا فِي بُطُونِهَا، وَتَقُومُ الْبَشَرِيَّةُ مِنْ مَرَاقِدِهَا، وَتَخْرُجُ الْوُحُوشُ مِنْ مَغَارَاتِهَا،
وَالطُّيُورُ مِنْ أَوْكَارِهَا، وَتَتَّجِهُ الْخَلَائِقُ نَحْوَ الْمُنَادِي مَعَ كُلِّ نَفْسٍ سَائِقُهَا وَشَاهِدُهَا؛ حَتَّى تُطَوِّقَ
مَلَائِكَةُ الْحَشْرِ أَطْرَافَهَا؛ (وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا)[الْفُرْقَانِ: 25]؛ فَيَأْتِي اللَّهُ لِلْفَصْلِ بَيْنَ خَلْقِهِ؛
قَالَ اللَّهُ: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)[الْفَجْرِ: 22].وَبَعْدَ انْتِظَارٍ طَوِيلٍ وَحَالٍ عَصِيبٍ فِي
مَشْهَدٍ مَهِيبٍ، وَالْخَلَائِقُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَالشَّمْسُ مِنْهُمْ مِقْدَارَ مِيلٍ؛ فَلَا تَسْأَلْ حِينَهَا عَنْ
زِحَامِهِمْ إِذَا اشْتَدَّ! وَعَرَقِهِمْ إِذَا تَصَبَّبَ! وَقُلُوبِهِمْ إِذَا تَحَرَّكَتْ نَحْوَ الْحَنَاجِرِ، كَاظِمَةً مِنْ هَوْلِ
الْمَوْقِفِ! وَبَيْنَمَا الْجُمُوعُ فِي الْعَرَصَاتِ وَاقِفَةٌ يَنْتَظِرُونَ مَوْعِدَ الْحِسَابِ،