دليل التصميم الحكيم (العلة الغائية):
يزعم الملحد أن الطبيعة والصدفة هي التي أوجدت كل المخلوقات، وأنه لا هدف لها
ولا حكمة من وراء ذلك كله، وهذا يتعارض عقلاً مع ملايين التصاميم الحكيمة، التي
تُظهر بوضوح أن هناك هدفاً محدداً من إيجادها بتلك الهيئة المحكمة، يقول الله -جل وعلا-:
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)[المؤمنون:115]، يعني بلا هدفٍ ولا حِكمة.
ولكي يتضح الأمر أكثر، تخيل وعاءً يحوي مجموعةً من الآلات الدقيقة المختلفة، ولما تأملتها
عن قرب تبين لك أن لكلِ واحدةٍ منها مكاناً تركيبياً دقيقاً من الأخرى، فأخذت تركب هذه الآلاتِ
مع بعضها، وعندما انتهيت من تركيب آخر قطعةِ منها، وأصبحت كلُّها جهازاً واحداً متكاملاً، إذا
بصوتٍ رتيب يَخرجُ مِنها، دققت في الأمر فإذا هو صوتُ ساعةٍ زمنية، فما الذي ستفهمه من هذا كله؟