(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
[البقرة:281]”(تفسير السعدي: ص959).
قال الشافعي -رحمه الله-: “قال الله -جل ثناؤه-: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ)
[البقرة:280]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ“، فَلَمْ يَجْعَلْ
عَلَى ذِي الدَّيْنِ سَبِيلًا فِي الْعُسْرَةِ حَتَّى تَكُونَ الميْسَرَةُ، وَلَمْ يَجْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- مَطْلَهُ ظَالما إِلَّا بِالْغِنَى، فَإِذَا كَانَ مُعْسِرًا لَيْسَ مِمَّنْ عَلَيْهِ سَبِيلٌ إِلَى أَنْ يُوسِرَ”
(معرفة السنن والآثار:8/254).
وقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ -رضي الله عنه- قَالَ: أُصِيبَ
رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا فَكَثُرَ دَيْنُهُ؛ فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ“؛ فَتَصَدَّقَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ
وَفَاءَ دَيْنِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لِغُرَمَائِهِ: “خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ“
(أخرجه مسلم: 1556).