الحَجُّ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ؛ فَرَسُولُنَا -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “بُنِيَ
الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ“؛ لِذَا تَشَوَّفَ المُسْلِمُونَ لِلْحَجِّ مِنْ مُخْتَلَفِ الأَقْطَارِ وَالأَجْنَاسِ.
عِبَادَ اللهِ: عَجِيبٌ حَالُ مَنْ حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَدَاءِ فَرِيضَةِ الحَجِّ حَوَائِلُ وَمَا هِيَ بِحَوَائِلَ،
إِنْ هُوَ إِلاَّ تَزْيِينُ الشَّيْطَانِ، وَتَسْوِيفٌ خَاسِرٌ. تَجَاوَزَ إخْوَانٌ لَنَا الثَّلاثِينَ وَالأَرْبَعِينَ وَلازَالُوا
يُسوِّفُونَ وَيتَحجَّجُونَ بأعذارٍ وَاهِيَةٍ؛ فَمَا دُمْتَ مُسْتَطِيعَاً فَأَدِّ مَا
افْتَرَضَ اللهُ عَلَيكَ، فأَنتَ تُؤَخِّرُ الحجَّ عاماً بعد عامٍ، ولا تَدْري ما يَعرِضُ لكَ
يقولُ نبيُّنا -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ-: “تعجَّلوا إلى الحجِّ -يعني الفَرِيضَةَ-؛
فَإنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْري مَا يَعْرِضُ لَهُ“؛ فَباللهِ عَليكَ كَيْفَ تَمُرُّ عَلَيكَ آيَاتُ وُجُوبِ الحَجِّ ولا تُحَرِّكُ فِيكَ سَاكِنَاً؟
عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ رَحمةِ الله بِنَا أنَّ الحجَّ مرَّةً وَاحِدَةً في العُمُرِ، خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-
أصحابَهُ فَقَالَ: “أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ فَحُجُّوا“. فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ
حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا فَقَالَ: “لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ“.