فقد ذكرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - العائِلَ المُستكبِر مِن
( الذين لا يُزكِّيهم الله، ولا يُكلِّمُهم، ولا ينظُرُ إليهم يوم القِيامة،
ولهم عذابٌ أليم )؛
رواه مسلم.
وقد حذَّر سلَفُنا الصالِحُ مِن الاستِخفاف أيَّما تحذيرٍ، وبيَّنُوا أن مُثلَّثَ
الأخلاق يشمَلُ أُمورَ المُروءَات، وأمورَ الدنيا، وأمور الأخرى.
وقد ذكرَ ابنُ المُبارَك وأيوبُ بن القِرِيَّة وغيرُهما أن مَن استخَفَّ
بالعُلماء ذهبَت آخرتُه، ومَن استخَفَّ بالسُّلطان ذهبَت دُنياه،
ومَن استخَفَّ بإخوانِه ذهبَت مُروءَتُه.
وحاصِلُ الأمر - عباد الله -: أن الاستِخفافَ صِفةٌ مرذُولةٌ تعِيبُ صاحِبَها،
فربما أتلَفَت مُروءَتَه، أو دُنياه، أو أُخراه. والمُسلمُ الصادِقُ لا يستخِفُّ
بأحدٍ مهما كان وضعُه، فلا يستخِفُّ بنسَبِ أحدٍ، ولا بوظيفتِه، ولا بفَقره،
ولا بضعفِه، ولا بصِغرِه، ولا بجَهلِه.