{ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }
[ المؤمنون: 61 ].
والسابِقُون في الآخرة إلى الرِّضوان والجناتِ هم السابِقُون
في الدنيا إلى الخيرات والطاعات، وعلى قَدر السَّبقِ هنا يكون السَّبقُ هناك؛
فإن الجزاءَ من جِنسِ العمل.
والسابِقُون هم الذين صدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عليه، وصبَرُوا على ما أصابَهم،
وثبَتُوا على الدين، وكانوا دُعاةً للحقِّ والخير.
والسابِقُون هم أصحابُ مرتبةِ الإحسان التي بيَّنها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقولِه:
( الإحسانُ: أن تعبُدَ اللهَ كأنَّك تراه، فإن لم تكُن تراه فإنه يرَاك )
والسابِقُون هم الذين وحَّدُوا اللهَ، ولم يقَع في عملِهم شِركٌ، ثم أدَّوا الفرائِضَ والواجِبات،
وزادَ نشاطُهم فأدَّوا النوافِلَ والمُستحبَّات زيادةً على الواجِبات،
وسارَعُوا إلى مرضَاة الله بأداء النوافِلِ، وترَكُوا المُحرَّمات واجتنَبُوها،
وزادُوا على ذلك فترَكُوا المكرُوهات كراهةَ التنزيه،
وترَكُوا أيضًا فُضُولَ المُباحات فلم يتوسَّعُوا فيها؛ خشيةَ الوقوعِ
في المكرُوهات والمُحرَّمات.