الدواوينُ عند الله في يوم القِيامة ثلاثةٌ:
فديوانٌ لا يغفِرُه الله أبدًا، وهو الشِّركُ.
وديوانٌ لا يعبَأُ الله به، وهو ظُلمُ العبد نفسَه فيما بينَه وبين ربِّه.
وديوانٌ لا يترُكُ الله مِنه شيئًا أبدًا، وهو ما يكونُ بين العبادِ مِن حقوقٍ
وتظالُمٍ، فهذا الديوانُ لا يترُكُه الله حتى يقتَصَّ للعِبادِ مِن أنفسِهم، فيأخُذُ
لكل ذِي حقٍّ حقَّه، بل حتى البهائِم لا يجعَلُها الله تُرابًا حتى
يقتَصَّ للشَّاةِ الجَلحَاء مِن الشَّاةِ القَرناء.
وهذا أمرٌ جلَلٌ، يخافُ مِنه المُسلمُ الصادقُ، فيحرِصُ على أن يتحلَّلَ في
هذه الدنيا مِن حُقوقِ العبادِ، ويخرُج مِنها وهو خفيفُ الظَّهر مِن
حُقوقِ الناسِ وأعراضِهم، خَمِيصُ البَطنِ مِن أموالِهم.
هذا، وإنَّ مِن أعظم مجالات حُقوقِ العبادِ التي يحصُلُ فيها كثيرٌ مِن
التساهُل والتفريطِ: مجالَ الدُّيُون والاستِدانة، تلك القضيَّةُ التي انتشَرَت
وفشَت في المُجتمعات المُسلِمة وغيرِها، وكثيرًا ما تجِدُ الناسَ إمام دائِنِين
أو مَدِينِين، مما يتطلَّبُ وقفةً صادِقةً عند هذا الأمرِ توجيهًا وإرشادًا،
ونُصحًا وتذكيرًا.