{ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }
[الكهف: 104].
فتراهم أبدًا في منجَاةٍ مِن العِثار، وسلامةٍ مِن التَّباب - يعني: الهلاك -،
وحفظٍ مِن التردِّي في وَهدَة الضَّلال المُفضِي إلى سُوء المآل وعِظَم الخُسران؛
ذلك أنَّ أظهرَ ما يُوصَفُون به أنَّهم مُطيعُون لله ولرسولِه –
صلى الله عليه وسلم -، تلك الطاعة التي تحمِلُهم على النَّأْيِ عن كل ما
يُعكِّرُ على هذه الطاعة، أو يُؤثِّرُ عليها أدنَى تأثِير، أو يُوهِّنُ عُراها،
أو ينتَقِصُ مِن شأنِها، أو يُضعِفُ مِن درجَتِها.
وإنَّ أشدَّ ما يحذَرُه أُولُو الألبابِ على أنفسِهم، وأعظمَ ما يحرِصُون على
تنكُّبِه واجتِنابِ سبيلِه المُشاقَّةُ لله وللرسولِ - صلى الله عليه وسلم -،
وهي المُخالفةُ والمُعانَدةُ والعِصيانُ لهما، حتى يصِيرَ المُشاقُّون لهما