ومما ينبغي التنبيهُ عليه، وتجدُرُ الإشارةُ إليه: أنَّ المُراجعة المحمُودة
تختلِفُ عن التراجُع المذمُوم؛ فالمُراجعةُ تعنِي: أن نُصوِّبَ الأخطاءَ بعد معرفتِها،
ونستدرِكَ ما فات؛ حتى تبقَى أعمالُ المرء على الصوابِ والخيرِ والحقِّ،
أما التراجُعُ المذمُوم فهو تركُ الحقِّ؛ فالحقُّ المُبِين يثبُتُ
عليه صاحِبُه فلا يتزحزَحُ عنه، ولا يَحِيدُ قِيدَ أُنملةٍ.
فهذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لما أرادَ المُشركون ثَنْيَ
عزمِه عن دعوتِه وجَهرِه بالحقِّ، قال لهم بكلِّ ثباتٍ وقوَّةٍ:
( أترَونَ هذه الشَّمسَ؟ )، قالُوا: أنا، قال:
( ما أنا بأقدَرَ على أن أدَعَ لكم ذلك على أن تستشعِلُوا لِي مِنها شُعلة )؛
رواه أبو يَعلَى بسندٍ رُواتُه ثِقات.