{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34)
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }
[الأنبياء: 34، 35].
أين مَن عاشَرناه كثيرًا وألِفْنَا؟! أين مَن مِلْنَا إليه بالوِدادِ وانعَطَفْنا؟!
كَم أغمَضْنا مِن أحبابِنا جَفْنَا! كم عزيزٍ دفَنَّاه وانصَرَفْنا! كَم قَريبٍ
أضجَعنَاه في اللَّحدِ وما وقَفنَا! فهل رحِمَ الموتُ مِنَّا مريضًا لضَعفِ حالِه؟!
هل تركَ كاسِبًا لأجلِ أطفالِه؟! هل أمهَلَ ذا عِيالٍ مِن أجلِ عِيالِه؟!
إلى كَم تمادَى في غُرورٍ وغفلَةِوكَم هكذا نَومٌ متَى يومُ يقْظَتِي؟!
لقد ضاعَ عُمرٌ ساعَةٌ مِنه تُشترَىبمِلئِ السَّما والأرضِ أيَّةَ ضَيعَتِي
أفانٍ بباقٍ تشتَرِيهِ سَفاهَةٍوسُخطًا برِضوانٍ ونارًا بجنَّتِي
أأنتَ صدِيقٌ أم عدُوٌّ لنفسِهِفإنَّك ترمِيهَا بكُلِّ مُصيبَتِي
لقد بِعتَها حُزنِي عليك رخِيصَةًوكانت بهذا مِنكَ غيرَ حقِيقَتِي
يا عبدَ الله:ليوم تفعَلُ ما تشاءُ وتشتَهِي، وغدًا تموتُ وتُرفعُ الأقلامُ.
يا عبدَ الله:ويفسُقُ المُذنِبُ بالكبيرةكذا إذا أصرَّ بالصَّغِيرة
لا يخرُجُ المرءُ مِن الإيمانِ مُوبِقاتِ الذَّنبِ والعِصيَانِ
وواجِبٌ عليهِ أن يتُوبَا مِن كلِّ ما جرَّ عليه حُوبَا
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[النور: 31].