ومن تركَ ولدَه يقطعُ وادي السِّباع، ويلهُو بين الوحوشِ الجِياع، ويسيرُ في الظُّلَم،
ويعبُر المفاوِز في السَّحم، فقد باعَه وأضاعَه، وجعلَه نهبًا لشرار الخلق،
وهدفًا لمآربهم الخبيثة.
ومن تركَ أولادَه يضربون في غَمرةِ اللهوِ والإثم، ويتسكَّعون في مراتِع الفتن،
ويقتحِمُون غُمار الناس، وينغمسون في زحمةِ الخلقِ وكثرتهم،
يُصاحِبُون من شاءوا دون رقابة، ويبيتُونَ خارج البيوت دون تَحفُّظ،
ويمكثون بعيدًا دون مُساءَلة، فقد عقَّهم وظلمَهم.
والشادِخةُ المُحجَّلة حين يُصبِحُون ضحايَا لشقاشِقِ الشياطين، وخُطبِ المُرجِفين،
وكتبِ الغلاة المبطلين، وأدواتِ التنظيمات السرية، والجماعاتِ التكفيرية الإرهابية،
والتياراتِ الحزبية، والموجاتِ الإلحادية والإباحية،
التي تزرعُ الأحقادَ في قلوبِ الأحداثِ والشباب ضدَّ وُلاتنا وعلمائنا وبلادنا وديننا،
يُشعِلون النيران بكُسار العِيدان.