{ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا }
[ النساء: 101 ]
يعني: ظاهِرين بيِّنِين في عداوتهم، وهؤلاء الكُفَّار الصُّرحاءُ لم تُعانِ الأمةُ كثيرًا
من التعرُّف عليهم، واتِّقاءِ شرِّهم؛ لوُضوحِهم وظُهورِهم.
وإنما عانَتِ الأمةُ الأمَرَّين منذ عهدِ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -،
وذاقَت العلاقِمَ المرائِر من النِّفاق وأهلِه، الذين هم أعداءُ الأمة حقًّا،
المُتلوِّنون المُخادِعُون، الطاعِنون الأمةَ بخناجِرَ مسمُومةٍ في دينِها وعقيدتِها ووحدتِها،
واجتِماعِ كلمتِها، المُتربِّصُون بها الدوائِر مكرًا وكيدًا، وإثارةً للفتنِ والقلاقِل.
ولا تزالُ المُعاناةُ والمكائِدُ منهم مُستمرَّةً؛ حتى يخرُجَ رأسُ النِّفاق الأكبَر المسيحُ الدجَّالُ
الأعوَرُ ومن معَه من اليهود والمُنافِقين،
فيُهلِكَهم الله على يدِ مسيحِ الهُدى والحقِّ عيسى ابن مريم - عليه
وعلى نبيِّنا أفضلُ الصلاة والسلام -.