قال - صلى الله عليه وسلم -:
( مَن كانت الآخرةُ همَّه جعلَ الله غِناه في قلبِه، وجمَعَ له شَملَه،
وأتَتْه الدنيا وهي راغِمَة، ومَن كانت الدُّنيا همَّه جعلَ الله فقرَه بين
عينَيه، وفرَّق الله عليه شَملَه، ولم يأتِهِ مِن الدنيا إلا ما قُدِّرَ له )؛
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، قال العراقيُّ:
إسنادُ جيِّد ، وصحَّحه جمعٌ مِن أهل العلم.
المُسلمُ شِعارُه في هذه الدنيا: قولُه - جلَّ وعلا -:
{ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ }
[النساء: 77]،
فحيئنذٍ يتَّخِذُ مِن حياتِه مزرعةً لآخرتِه، لا يُغلِّبُ عليها دُنيا، ولا يُقدِّمُ
عليها شهوةً ولا هوَى؛ استِجابةً لقولِه - جلَّ وعلا -:
{ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا }
، { وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }
[الزخرف: 35].
فاحذَر - أيها المُسلم - مِن الاغتِرار بهذه الدنيا، وكُن على وِقايةٍ مِن
الغفلة والشَّهوة والهوَى، قال - جلَّ وعلا -:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ
بِاللَّهِ الْغَرُورُ }
[فاطر: 5]،
{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }
[آل عمران: 185].
عباد الله:
مَن ألهَتْه دُنياه عن آخرتِه، واتَّبضع شهوتَه ولو خالَفَت شرعَ ربِّه
وقعَ في الخسارة الكُبرَى، وانتكَسَ في الشَّقاوَة العُظمى،
قال - جلَّ وعلا -:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }
[المنافقون: 9]،
وقال - سبحانه -:
{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا }
[مريم: 59، 60].