وقال تعالى:
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }
[لقمان: 14].
وعظَّمَ الله حقَّ الوالدَين؛ لأنه أوجَدَك وخلقَك بهما، والأمُّ وجَدَت في
مراحل الحمل أعظمَ المشقَّات، وأشرَفَت في الوضع على الهلاك، قال تعالى:
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا }
[الأحقاف: 15].
ورَضاعُ الطفل آيةٌ مِن آيات الله، والأبُ يرعَى ويُربِّي، ويسعَى لرزقِ الولد،
ويُعالِجان مِن الأمراض، ويسهرَ الوالِدان لينام الولد، ويتعبَان ليستريح،
ويُضيِّقان على أنفسهما ليُوسِّعَا عليه، ويتحمَّلان قذَارَةَ الولد ليسعَد،
ويُعلِّمانه ليكمُلَ ويستقيم، ويُحبَّان أن يكون أحسنَ منهما.
فلا تعجَب - أيها الولَد - مِن كثرة الوصيَّة بالوالدَين، ولا تعجَب مِن
كثرة الوعيد في عقوقهما.
ولن يبلغَ ولدٌ كمالَ البرِّ بالوالد مهما اجتهَدَ وبذَلَ إلا في حالةٍ واحدةٍ؛
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم –
قال:
( لن يجزِيَ ولدٌ والدَه إلا أن يجِدَه مملوكًا فيشترِيَه فيُعتِقَه )؛
رواه مسلم وأبو داود والترمذي.