حديثُ أبي هريرة - رضي الله عنه - حين سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -
قائِلًا: مَن أسعَدُ الناسِ بشَفَاعتِك يا رسولَ الله؟ قال:
( مَن قال: لا إله إلا الله خالِصًا مِن قلبِه )؛
رواه البخاري.
يقولُ شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - مُعلِّقًا على هذه الأحاديث وأمثالِها:
هذه حالُ مَن أتَى بهذه الأعمال بإخلاصٍ وصِدقٍ، كما قالَها هذا الشخصُ
صاحِبُ البِطاقة، وإلا فأهلُ الكبائِر الذين أُدخِلُوا النَّار كلُّهم كانُوا يقولُون:
لا إله إلا الله، ولم يترجَّح قولُهم على سيئاتِهم كما ترجَّح قولُ صاحِب البِطاقة.
ومِثلُه حديثُ المرأة التي سقَت الكلبَ، فهي سقَتْه بإيمانٍ خالِصٍ كان
في قلبِها فغُفِرَ لها، وإلا فليس كلُّ بغِيٍّ سقَت كلبًا يُغفَرُ لها، وكذلك
الرَّجُلُ الذي أماطَ الأذَى عن الطريقِ، فهو نحَّى غُصنَ الشوك عن الطريقِ،
فعلَه إذ ذاك بإيمانٍ خالِصٍ، وإيمانٍ قائِمٍ بقلبِه فغُفِرَ له بذلك .
قال ابنُ تيمية - رحمه الله -:
فإنَّ الإيمانَ يتفاضَلُ بتفاضُل ما في القلوب مِن الإيمانِ والإخلاص .
وفي السنن عن عمَّار - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -
أنَّه قال:
( إنَّ العبد لينصَرِفُ مِن صلاتِه ولم يُكتَب له إلا نِصفُها، إلا ثُلثُها،
إلا رُبعُها ..)، حتى قال: ( إلا عُشرُها ).
فالتفكيرُ ومحوُ الذنوبِ والغُفرانُ - حفِظَكم الله - لا يكونُ إلا بما يتقبَّلُ
الله مِن الأعمال، و
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
[المائدة: 27].
معاشِر المُسلمين: