قال الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ
فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[يونس: 9، 10].
وعن سَلمان - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
( عجَبًا لأمرِ المُؤمن، إنَّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمُؤمن؛
إن أصابَتْه سرَّاءُ شكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضرَّاءُ صبَرَ فكان
خيرًا له )؛
رواه مسلم.
فالمُؤمنُ عزيزٌ سعيدٌ مُوفَّقٌ بإيمانِه، كما أنَّ المُؤمن قويٌّ بإخوانِه؛
فأخُوَّةُ الإسلام أقوَى مِن أخُوَّة القرابة بالنَّسَب، ولذلك ينقطِعُ التوارُثُ
بين المُسلم والكافِر.
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( لا يرِثُ المُسلمُ الكافِرَ، ولا الكافِرُ المُسلمَ )؛
رواه البخاري ومسلم مِن حديث أسامة بن زيدٍ - رضي الله تعالى
عنهما -.
فأُخوَّة الإسلام أعظمُ رابِطةٍ، وأشدُّ صِلةً ووشِيجَة؛ قال الله تعالى:
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
[التوبة: 71]،
وقال - سبحانه -:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
[الحجرات: 10].