من الأصول القطعيَّة: أن الذنوب والمعاصِي سببُ حلول المصائِب، وفنون النِّقَم،
ووقوع النَّكبات لجميع الأُمم. وأن بالطاعة والتوبة تحصُلُ جميعُ النِّعم،
يقول ربُّنا - جل وعلا -:
{ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }
[ قريش: 3، 4 ].
إخوة الإسلام:
أعظمُ أسباب دفع العذاب قبل وقوعه، ورفعه بعد حُلوله:
التضرُّع إلى الله - جل وعلا - في كل وقتٍ وحين، والافتِقارُ إليه - سبحانه -،
والانكِسارُ إليه لاسيَّما عند البلاء والإحَن، واشتِداد المِحَن والفِتَن،
يقول ربُّنا - جل وعلا -:
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }
[ الأنعام: 42 ]
ويقول - عزَّ شأنُه -:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ }
[ الأعراف: 94 ].
كيف لا نتضرَّع إلى الله - جل وعلا - عند حُلول المِحَن،
وربُّنا هو القادرُ على رفع كل بلوَى؟!
{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ }
[ النمل: 62 ].
كيف لا نلتجِئُ إليه - سبحانه - عند الضرَّاء والبأساء، وهو كاشِفُ كل ضرَّاء؟!
{ قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً
لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ }
[ الأنعام: 63، 64 ].