{ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ }
[ القصص: 5، 6 ].
وتلك معركةُ الحقِّ مع الباطل، التي استعَرَت نيرانُها بين خاتم النبيين
وإمام المرسلين عليه أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم -،
وبين أبي جهلٍ والملإ من قومه صناديد قريشٍ وأشياعهم الأخسرين أعمالاً،
الذين حسِبوا بالتِياث عقولهم، وغلبَة الشقاء عليهم،
أنهم قادِرون على إطفاء نور الله بأفواههم،
وإيقاف مدِّ الحق الذي دهمَهم في عُقر دُورهم.
فلم تكُن العاقبةُ إلا ما قضَى الله به من ظُهور دينِه، وغلَبَة جُنده، وهزيمَة عدوِّه،
وقطع دابِرِه. تجلَّت صورتُه في نهاية الأمر بوقوف رسولِ الهُدى صلوات الله وسلامُه عليه
في هذا الحرم المُبارَك، وأمام هذا البيت المُشرَّف، يُطيحُ الأصنام من فوقِه تالِيًا
قولَ ربِّه - سبحانه -:
{ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا }
[ الإسراء: 81 ].