جاء النهيُ عن خِذلان المُسلم والتنصُّل عن نُصرته ومُوالاته،
يقولُ رسولُنا الكريمُ - صلى الله عليه وسلم -:
( المُسلمُ أخو المُسلم، لا يظلِمُه ولا يخذُلُه )
وقال:
( شهِدتُ مع عمومَتي حِلفَ المُطيَّبين، فما أحبُّ أن لي حُمرَ النَّعَم وإني أنكُثُه )
وفيه إشارةٌ إلى "حِلف الفُضول" لنُصرة المظلُوم.
ومن تقاعَسَ عن مدِّ يدِ النُّصرة لمظلُومٍ ذلَّ في دُنياه، وخسِر أُخراه،
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( ما من مُسلمٍ يخذُلُ امرأً مُسلِمًا في موضعٍ تُنتهَكُ فيه حُرمتُه،
ويُنتقَصُ فيه من عِرضِه، إلا خذَلَه الله في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه،
وما من امرِئٍ ينصُرُ مُسلمًا في موضِعٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضِه،
ويُنتهَكُ فيه من حُرمته، إلا نصَرَه الله في موطِنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه )
وقد ابتُلِيَت الأمةُ بأشباهِ رِجالٍ، يتحالَفُ أحدُهم مع عدوِّ أمَّته،
ويُشهِرُ سيفَ الغدر على بني جِلدَته، ويزرعُ الفتنة، ويُمكِّنُ للانقِلاب والفوضَى،
طمعًا في منصِبٍ رئاسيٍّ، يُعلِّق أوسِمةَ الخِزيِ والعار، ولو على جماجِم الأبرِياء،
وأشلاء الأطفال .
وكيف يأمَنُ الناسُ من خدعَ شعبَه، وخانَ وطنَه،
واستنصَرَ أولياءَ الباطل على قومِه وجيرانه؟!
وآخرُ يطحَنُ شعبَه، ويقتُلُ ويُدمِّر أهلَه بالقنابِل الحارِقة، والبرامِيل المُتفجِّرة،
والغازات السامَّة، في سُورية الصبر والإباء.
وقِطاعُ غزَّة الذي يئِنُّ من حِصارٍ ظالِمٍ، ومكرٍ فاجِر،
وبلغَ الظُّلم مُنتهاه بمنع سائر مُقوِّمات الحياة، من طعامٍ، وشرابٍ، ودواء.
تأتي الأحداثُ امتِحانًا للنفوس، وتمحيصًا للصفوف؛ ليعلَمَ اللهُ من ينصُر المظلُوم
ويردَعُ الظالِم، ومن يتمسَّك بالحقِّ في وجهِ الباطل