مرحلةُ الشباب مرحلةُ الفُتُوَّة والعُنفُوان، والقوة والحماسَة،
فإذا لم تُرشَّد هذه الحماسة انقلَبَت إلى غوغائيَّة وفوضويَّة،
وجرَّت على صاحبِها الآهات والحسَرَات، وعلى الأمةِ الفتنَ المُوبِقات،
والبلايا المُهلِكات.
لذا أولَى الإسلامُ الشبابَ كاملَ العناية، والاهتمام والرعاية؛ لأنهم قلبُ الأمة النابِض،
وشِريانُها المُتدفِّقُ عطاءً ونماءً.
فهذا عليٌّ - رضي الله عنه - يحمِلُ الرايةَ يوم بدرٍ وهو ابن عشرين سنة.
وأسامةُ يقودُ الجيشَ وهو ابن ثمانية عشر عامًا.
والبحرُ الحَبرُ عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - مات النبيُّ - صلى الله عليه وسلم
وعمرُه ثلاث عشرة سنة.
وزيدُ بن ثابتٍ كان عُمرُه إحدى عشرة سنة حين قدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة، فكان كاتِبًا للوحي.
ومُصعبُ بن عُمير الشابُّ الداعيةُ الذي ترك الدنيا كلَّها لله ورسولِه،
والحسنُ والحُسينُ سيدا شباب أهل الجنة - رضي الله عن جميع الصحب
الأخيار وأرضاهم -.
كذلك أخرجَ الإسلامُ قومِي
شبابًا مُخلِصًا حُـــرًّا أمينًا
وقد دانُوا بأعظَمهم يقينًا
وعلمًا لا بأجرأهم عيونًا