وبنُو إسرائيل لحِقَهم مِن الأذَى ما لا يُطِيقُون، ومع عِظَم الكربِ يبقَى
حُسنُ الظنِّ بالله فيه الأملُ والمخرَج، فقال مُوسَى - عليه السلام –
لقومِه:
{اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا
قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}
[الأعراف: 128، 129].
واشتدَّ الخَطبُ بمُوسَى - عليه السلام - ومَن معَه؛ فالبحرُ أمامَهم،
وفرعونُ وجُندُه مِن ورائِهم، وحينَها قال أصحابُ مُوسَى:
{إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}
الشعراء: 61]،
فكان الجوابُ مِن النبيِّ الكَلِيم شاهِدًا بعظيمِ ثقَتِه بالله وحُسن ظنِّه
بالربِّ القدير:
{قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}
[الشعراء: 62].