عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( مثلُ ما بعثَني الله به من الهُدى والعلم كمثَل الغيث الكثير أصابَ أرضًا،
فكان منها نقيَّةٌ قبِلَت الماء، فأنبَتَت الكلأ والعُشبَ الكثير،
وكانت منها أجادِبُ أمسكَت الماء، فنفعَ الله بها الناس فشرِبوا وسقَوا وزرعُوا،
وأصابَت منها طائفةً أخرى إنما هي قِيعانٌ لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً،
فذلك مثلُ من فقهَ في دين الله ونفعَه ما بعثَني الله به فعلِمَ وعلَّم،
ومثلُ من لم يرفَع بذلك رأسًا ولم يقبَل هُدى الله الذي أُرسِلتُ به )
الإيمانُ هو الضابطُ للعلم، والمُوجِّهُ للمسالِك، حتى يُحقِّق أثرَه النافع،
وإذا لم يقترِن العلمُ بالإيمان غدَا خيرُه شرًّا، ونفعُه ضُرًّا،
وأثرُه وبالاً على الفرد والأمة. فالذين يستكبِرون في الأرض، ويجحَدون نعمَ الله،
ويُنكِرون خالقَهم، وينتهي بهم الحالُ إلى الكفر والإلحاد لم يُزكِّ الإيمانُ علمَهم وقلوبَهم.
قال الله تعالى:
{ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ
وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }
[ غافر: 83 ]