يا ترى أنت في حياتك اليومية، في علاقاتك ببني البشر، هل ترى أن تزحزح عن النار
وأن يتاح لك دخول الجنة هذا هو الفوز العظيم؟ هذا هو الفوز، فكلما ازداد إيمانك تأتي
مقاييسك مطابقة لمقاييس القرآن الكريم، فإذا ضعف الإيمان تستخدم مقاييس أرضية، والآن
الناس يُعظمون الأغنياء والأقوياء، ومن له وسامة فائقة، ومن له دخل كبير، ومن له منصب رفيع،
هذه مقاييس البشر، لكن عند خالق البشر الإنسان الفائز هو المطيع ولو كان ضعيفاً أو فقيراً،
فكلما ازددت إيماناً تأتي مقاييسك مطابقة لمقاييس القرآن الكريم .
الله عز وجل ما أمر الإنسان أن يعبده إلا بعد أن طمأنه :
لذلك الله عز وجل يضرب الأمثال، أنت إنسان صاحب مؤسسة تجارية كبيرة لو عندك بعملك
التجاري موظفون، ولك شريك، هل يعقل أن تخاف من هذا الموظف؟ بكلمة واحدة تصرفه
من العمل، بكلمة واحدة، هذا موظف، يمكن أن يطالبك بالتأمينات، أو يطالبك بالتعويض،
لكن هل يستطيع هذا الموظف الذي جئت به وعينته في المؤسسة أن يزيحك من هذه المؤسسة؟
هل يستطيع أن ينافسك في القرار؟ أن يملي عليك أمراً؟ مستحيل، هو موظف، له حق عندك،
تعطيه حقه وانتهى الأمر، أما الشريك، الشريك آمر، الشريك يحاسب، الشريك يسأل، أنت لم تداوم هذه السنة،
أنا داومت، أنت لم تبذل جهداً، أنا بذلت، أنت لم تدفع، أنا دفعت، فالشريك يسأل، أما الأجير
لا يسأل، فالله عز وجل قال: أنتم لا ترضون لأنفسكم أن
يكون عندكم أجير أن يكون شريكاً لكم في العمل، يملي عليكم، ويتدخل في شؤونكم، ويأخذ
قراراً، وهو أجير وليس شريكاً، أما الشريك فممكن .
فالله عز وجل يقول: ضرب الله مثلاً من حياتكم، من أنفسكم، من معطياتكم، مما تعيشون،
{ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }
أي ملكت أيمانكم من كان يعمل معكم بالمعنى المعاصر،
{ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ }
هل يعقل أن
{ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ }