{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }
[ آل عمران: 103 ]
ويقول: - جلَّ وعلا -:
{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }
[ الأنفال: 46 ]
ويقول - عزَّ من قائل -:
{ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }
[ المؤمنون: 52 ].
نعم، لقد قال:
{ أُمَّةً وَاحِدَةً }
ولم يقُل: أمةً مُتوحِّدة، مما يدلُّ على أن الأصل في أهل الإسلام
أنهم بهذا الدين أمةً واحدةً، ولم يكونوا مُتفرِّقين ثم توحَّدُوا.
يقول - عزَّ شأنُه -:
{ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ }
[ الحج: 78 ].
الدينُ واحد، والكتابُ واحد، والقبلةُ واحدة، والدارُ واحدة، والمصيرُ واحد،
والمُسلمون تُحيطُ بهم معيَّةُ الله وعنايتُه،
إذا اجتمعُوا على ما أمرَهم به من توحيدِه وحُسن عبادته،
وكانوا يدًا واحدةً على من سِواهم،
وكنَفُ الله ووقايتُه تحفظُهم من الأذى والخوف والاضطراب.
فإذا تفرَّقُوا زالَت السَّكينةُ، وأوقعَ الله بأسَهم بينهم، وفسدَت أحوالُهم،
ولن تكون خيرَ الأُمم في دُنياها وآخرتها،
وعاجلِ أمرها وآجلِه إلا حينما تجعلُ كتابَ الله أمامها وإمامها وقائِدَها،
وتجعلُ سُنَّةَ رسولِه - صلى الله عليه وسلم - نورَها وهُداها، حينئذٍ يعلُو شأنُها،
ويرتفعُ قدرُها، وتُحفظُ بيضتُها.