إن مرِضتُ في بدَنِي فإنَّ صَبري وعَزمِي على ما كانَا عليه مِن الصحَّة.
ومِن العلامات: الحَمِيَّةُ في الدفاعِ عن الدين ضدَّ مَن يتعرَّضُ له؛
فالمُؤمنُ القويُّ يغضَبُ لدينِه إذا ما رأَى حُرُمات الله يُعتَدي عليها وتُنتَهَك، بينما
هو لا ينتصَرِ لنفسِه، بل يعفُو ويصفَح. أُسوتُه في ذلك رسولُ الله –
صلى الله عليه وسلم - الذي كان لا ينتَقِمُ لنفسِه، وإذا انتُهِكَت محارِمُ الله
لم يقُم لغضَبِه شيءٌ حتى ينتَقِمَ لله، فيعفُو عن حقِّه، ويستَوفِي حقَّ ربِّه.
ومِن العلاماتِ الدالَّة على قوةِ المُؤمن: ضَبطُ النفسِ وكَبحُ جِماحِها،
وخاصَّةً عند انفِعالِها وخُروجِها عن طبيعَتِها، وتعرُّضِها للمواقِفِ العَصِيبة،
يدُلُّ على ذلك قولُه - صلى الله عليه وسلم -:
( ليس الشديدُ بالصُّرَعة، إنما الشديدُ الذي يملِكُ نفسَه عند الغضَبِ )؛
متفق عليه مِن حديث أبي هُريرة - رضي الله عنه -.
يعني: ليس القويُّ الذي يصرَعُ الناسَ إذا صارَعَهم، لكنَّ الشديدَ حقيقةً
الذي يصرَعُ غضَبَه، أي: إذا غضِبَ غلَبَ غضَبَه، ولهذا قال:
( إنما الشديدُ الذي يملِكُ نفسَه عند الغضَبِ ).