وقوله تعالى:
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ
جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا }
[الإسراء: 18، 19].
عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( إنَّ أولَ الناس يُقضَى يوم القيامة عليه: رجُلٌ استُشهِدَ، فأُتِيَ به فعرَّفه
نِعمَهُ فعرَفَها، قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: قَاتَلتُ فيك حتى استُشهِدتُ،
قال: كذَبتَ، ولكنَّك قاتَلتَ لأن يُقال: جَرِيءٌ، فقد قِيل، ثم أُمِرَ به فسُحِبَ على
وجهه حتى أُلقِيَ في النار، ورجُلٌ تعلَّم العلمَ وعلَّمَه، وقرَأَ القرآن، فأُتِيَ
به فعرَّفَه نِعمَهُ فعرَفَها، قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمتُه،
وقرأتُ فيك القرآنَ، قال: كذَبتَ، ولكنَّك تعلَّمتَ العلمَ ليُقال: عالِمٌ، وقرأتَ
القرآنَ ليُقال: هو قارِئٌ، فقد قِيلَ، ثم أُمِرَ به فسُحِبَ على وجهه حتى أُلقِيَ
في النار، ورجُلٌ وسَّعَ الله عليه وأعطَاه من أصنافِ المال كلِّه، فأُتِيَ به
فعرَّفَه نِعمَهُ فعرَفَها، قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: ما تَرَكتُ مِن سبيلٍ تُحبُّ
أن يُنفَقَ فيها إلا أنفَقتُ فيها لك، قال: كذَبتَ، ولكنَّك فعَلتَ ليُقالَ: هو
جَوادٌ، فقد قِيلَ، ثم أُمِرَ به فسُحِبَ على وجهه ثم أُلقِيَ في النار )؛
أخرجه مسلم.