َ أنَّ للكلِمة مسؤوليَّةً وتَبِعَة، كما قال - عزَّ مِن قائِل -:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ
حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17)
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
[ق: 16- 18].
وظاهرُ الآية كما قال الإمامُ الحافظُ ابنُ كثير - رحمه الله -:
أنَّ الملَكَ يكتُبُ كلَّ شيءٍ مِن الكلام ويُؤيِّدُه، عُموم قولِه - سبحانه -:
{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ }
، فهو شامِلٌ لكلِّ قولٍ .
وقد أخرجَ مالِكٌ في الموطَّأ ، وأحمد في مسنده ، والترمذي والنسائي
وابن ماجه في سننهم بإسنادٍ صحيحٍ، عن علقمَة اللَّيثِيِّ،
عن بِلال بن الحارِثِ - رضي الله عنه -، أنَّه قال: قال رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم -: ( إنَّ الرَّجُلَ ليتكلَّمُ بالكلِمةِ مِن رِضوانِ الله تعالى
ما يظنُّ أن تبلُغَ ما بلغَت، يكتُبُ الله له بِها رِضوانَه
إلى يومِ يَلقَاه، وإنَّ الرَّجُلَ ليتكلَّمُ بالكلِمةِ مِن
سَخَطِ الله تعالى ما يظنُّ أن تبلُغَ ما بلغَت، يكتُبُ الله عليه بِها سَخطَه
إلى يوم يَلقَاه ).