{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ }
[ فاطر: 32 ].
أمةٌ مرحُومةٌ يحمِلُ بعضُها بعضًا، ويجبُر بعضُهم كسرَ بعضٍ،
يدخُلون الجنةَ - بفضلِ الله ورحمته - من أبوابِها كلِّها؛ فمنهم من يدخلُ من بابٍ واحدٍ،
ومنهم من يدخلُ من أبوابٍ، ومنهم من يدخلُ من الأبواب كلِّها.
ولئن تنوَّعت منازِلُهم ومقاماتهم، فإنهم مُتَّحِدون في منهَجهم ومقصِدهم،
منهم المُجاهِدون، ومنهم العلماءُ والدعاة، ومنهم الولاةُ المُصلِحون،
ومنهم الآمِرون بالمعروف والناهُون عن المُنكر،
ومنهم العامَّةُ المُستقيمُون على طاعةِ الله ورسولِه،
يُؤدُّون حقوقَ الأمة كما أمرَ بها الشرعُ، ومن ثبتَ له اسمُ الإسلام والإيمان
ثبتَت له الحقوقُ، ولا تسقُطُ إلا بيقينٍ.
ولقد سمَّى الله الطائفتَين المُتقاتلتَين مُؤمنين وإخوانًا، فقال - عزَّ شأنُه -:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ }
[ الحجرات: 10 ].